الوفاق: سنعتبر ما طالب به البابا وثيقة وطنية للتسامح والتعددية ونبذ التمييز

أصدرت جمعية الوفاق الوطني الإسلامية “كبرى الجمعيات الوطنية في البحرين” اليوم 4 نوفمبر 2022 بياناً أكدت فيه دعمها وتأييدها الكامل لما ورد في خطاب قداسة البابا فرنسيس حول حاجة البحرين الى التنفيذ العملي لمجموعة القواعد والاسس المرتبطة بالحريات ووقف التمييز واحترام حقوق الانسان، واقترحت تحويل هذه المضامين إلى “وثيقة تاريخية للتسامح والتعددية ووقف كافة أشكال التمييز والعمل على التأسيس لشراكة مجتمعية وسياسية”.
وقدرّرت الوفاق في بيانها ما تفضل به البابا حيث رفع صوته عالياً بضرورة تعزيز المساواة في الحقوق وضمان الاحترام والاهتمام بجميع الذين يشعرون بأنهم على هامش المجتمع كالسجناء، اضافةً إلى مطالبته بالتخلي عن عقوبة الإعدام وضمان حقوق الإنسان الأساسية لجميع المواطنين، وذلك بما يضمن الاعتراف بالكرامة والفرص المتساوية لكل مجموعة ولكل فرد عبر القضاء على أي شكل من أشكال التمييز، وعدم انتهاك حقوق الإنسان الأساسية بل تعزيزها.
وقالت الوفاق في بيانها إنها تتفق مع ما قاله قداسة البابا، داعيةً لمشروع جاد لوقف التمييز واطلاق الحريات، وأشارت إلى ان البابا فرنسيس قد أطلق حزمة من القيم والقواعد الانسانية الضرورية والمهمة المتعلقة بالواقع السياسي والحقوقي والانساني المأزوم في البحرين خلال خطابه التاريخي، مستشهداً بالمادتين رقم 18 و 22 من الدستور واللتان تتحدثان عن حظر التمييز على أساس الدين كالتزام معلن يجب تنفيذه عملياً.
وأكدت الوفاق على دقة وموضوعية ما ورد في المضامين التي ذكرها البابا، مشيرة إلى ان “الواقع أكثر سوءً من ذلك”، وشددت في بيانها على أن هذا الواقع المأزوم بحاجة إلى تحرك عملي حقيقي، خصوصا و “أن أي تجاهلٍ او هروب من هذه القواعد والنصائح والمطالبات يعني الذهاب في المزيد من القمع والتضييق والتمييز” وهو ما تخشاه الجمعية في ظل وجود بيئة رسمية خصبة لذلك وقد عاشها شعب البحرين مراراً وتكراراً سابقاً.
وحذرت الوفاق في ختام بيانها من تكرار السيناريوهات السابقة بتجاهل النداءات وزيادة جرعات القمع ما لم يُتخذ قرار جريء بالعودة الى المسار الطبيعي في اتجاه حلحلة الازمة السياسية الكبرى في البلاد، مؤكدة جاهزيتها للمساهمة في العمل على تحويل مخرجات وتوصيات الخطابات والمؤتمرات المتعلقة بالتعايش والتعددية إلى واقع عملي يساهم في اعادة اسم البحرين للصدارة بعد ان فقدت كل مقومات التعايش والسلام والحوار الداخلي.
يذكر أن البابا فرنسيس قد دعا في كلمته الأولى أمام ملك البحرين وحشد كبير من المسئولين العسكريين والامنيين والقضاة والحكومة الى ضمان الحق في الحياة بما في ذلك لأولئك “الذين يُعاقبون والذين لا ينبغي إزهاق أرواحهم” داعياً الى الالتزام بالحريات الدينية وانهاء التمييز.