الشيخ الزاكي: سيبقى علماء الدين وكما عهدهم هذا الشعب ناهضين بمسؤولياتهم الشرعية

خاص اللؤلؤة – أكد سماحة الشيخ فاضل الزاكي أن مشروع التعديل الذي يمنع علماء الدين من حقهم في الانتماء للجمعيات السياسية وتبوء مناصب قيادية فيها لا يمكن فهمه خارج إطار الاستهداف المعلن لدور علماء الدين، وإلغاء وظيفتهم الشرعية في المجتمع، ضمن مسلسل التضييق على الوضع الديني بمجمله.
وشدد سماحة الشيخ الزاكي خلال حديث الجمعة من جامع الإمام الصادق (ع) في منطقة الدراز على أن إصرار علماء الدين على القيام بوظائفهم الشرعية بما في ذلك وظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والسعي للإصلاح في المجتمع، ووعي أبناء الشعب والتزامهم وصمودهم والتفافهم حول علمائهم، سيفشل هذا المشروع الذي لن يكون أفضل حالا من المشاريع الفاشلة التي سبقته، مجدداً التأكيد أن العلماء سيبقون كما عهدهم الشعب ناهضين بمسؤولياتهم الشرعية، لا يدخرون جهدا في المطالبة بالإصلاح، وسيجدهم الشعب دائما معه في كل قضاياه العادلة.
وفيما يلي نص حديث الجمعة:
“محاصرة دور علماء الدين: تحدثنا في الأسبوع الماضي عن إعلان الحكومة موافقتها على مشروع التعديل الذي يمنع علماء الدين من حقهم في الانتماء للجمعيات السياسية وتبوء مناصب قيادية فيها، كما يشترط على الجمعيات السياسية أن لا تستخدم رجال الدين كمرجعية لها، وكنا قد توقعنا بأن لا يعيق مجلس النواب بتركيبته المعروفة تمرير مثل هذا المشروع، وهذا ما حصل بالفعل، فلم يستغرقْ إقرار هذا التعديل سوى بضعة أيام، إذ تم التصويت عليه بسرعة لافتة في أول جلسة عقدها المجلس بعد إحالة المشروع إليه، وذلك رغم كل الجدل السياسي المثار حوله وحول أهدافه، ورغم ما يثار أيضا حول مخالفته لنصوص الدستور والمواثيق الدولية التي وقعتها البحرين.
هذه الخطوة التي لا يمكن فهمها خارج إطار الاستهداف المعلن لدور علماء الدين، وإلغاء وظيفتهم الشرعية في المجتمع، وهو يأتي ضمن مسلسل التضييق على الوضع الديني بمجمله، ولكن ثقتنا بالله عز وجل، وما عهدناه من إصرار علماء الدين على القيام بوظائفهم الشرعية بما في ذلك وظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والسعي للإصلاح في المجتمع، وما نعرفه من وعي أبناء شعبنا والتزامهم وصمودهم والتفافهم حول علمائهم، كل ذلك يجعلنا على اطمئنان تام بفشل هذا المشروع الذي لن يكون أفضل حالا من المشاريع الفاشلة التي سبقته.
فواهم من يعتقد أن مثل هذه المشاريع ستثني علماء الدين عن القيام بوظائفهم، أو ستحجمهم وتفصلهم عن شعبهم وقضاياه، بل سيبقى علماء الدين وكما عهدهم هذا الشعب ناهضين بمسؤولياتهم الشرعية، لا يدخرون جهدا في المطالبة بالإصلاح، وسيجدهم الشعب دائما معه في كل قضاياه العادلة.
2- استقلالية الحوزات العلمية: يعد مبدأ استقلال الحوزات العلمية من البديهيات المسلمة في مذهب الشيعة، وقد حافظ عليه فقهاء الشيعة وعلماؤهم منذ عصر الأئمة وإلى يومنا، وفتاوى المراجع العظام واضحة في هذا الشأن، وقد جاء بيان كبار العلماء الذي صدر في ديسمبر من العام الماضي مؤكدا لهذا المعنى حيث جاء نصه: “الرأي الفقهي في مسألة الحوزات الدينية أنه مهما كان من حوزات باسم الدين، فإن النوع الوحيد المقبول فقهيا هو ما لم تكن لأي سياسة دنيوية شيء من الهيمنة على أساتذتها، أو طلابها، أو برامجها، أو خريجيها، أما ما كان من النوع الثاني، فهو مرفوض على المستوى الشرعي الفقهي الواضح” انتهى الاقتباس.
ونظرا للمعلومات المتوفرة مؤخرا حول تكثر الحوزات من النوع الثاني المرفوض فقهيا، وفي ضوء الموقف الفقهي الواضح الذي أعلنه المراجع العظام وأكده بيان كبار العلماء يتعين على المؤمنين التيقظ التام والحذر والتثبت في هذه المسألة المهمة، والامتناع عن الانتماء أو المساندة بأي شكل لأي حوزة تشذ عن هذا الموقف الشرعي”.